أخر الاخبار

صفحة التوجية

يحكى أن ملكًا من الملوك خرج في نزهة مع حاشيته، وبينما كان يسير في طرقات قريته، رأى رجلاً فقيرًا يجلس على الأرض ويأكل كسرة خبز يابسة ومعها قليل من الماء.
اقترب الملك منه وسأله: "أما وجدت ما هو أطيب من هذا الخبز لتأكله؟"
ابتسم الفقير وقال: "يا مولاي، هو أطيب طعام عندي، لأنني آكله بسلام ورضا، وأحمد الله عليه فيشبع قلبي قبل بطني".
تعجب الملك من رضاه وسأله: "ألا ترغب أن تعيش في قصري وتعمل معي؟"
فقال الفقير: "يا مولاي، إن رزقي مكتوب عند الله، إن كان في قصرك سيأتيني، وإن كان في كوخي لن يمنعه أحد عني".

مرت الأيام، وابتلى الله الملك بمرض شديد، فلم تنفعه أموال ولا أطباء. في إحدى الليالي، رأى في منامه رجلاً نورانيًّا يقول له: "لن يرفع الله عنك البلاء حتى يرضى قلبك كما رضي قلب ذلك الفقير".
استيقظ الملك فزعًا، وأرسل في طلب الفقير، فلما حضر، قص عليه الرؤيا. فقال الفقير: "الرضا لا يُشترى بالذهب يا مولاي، لكنه ثمرة الإيمان بالقضاء والقدر".
تأثر الملك بكلامه، وتعلّم أن السعادة ليست في القصور ولا الذهب، بل في قلب مطمئن يرضى بما قسمه الله. وما هي إلا أيام حتى شُفي الملك، وأصبح يردد دائمًا:
"من رضي عاش سعيدًا، ومن سخط عاش في عذاب".

تعليقات